رسالة إلى الرقاة والمعالجين بالقرآن :
رسالة إلى الرقاة والمعالجين بالقرآن :
========================# أخي الكريم - أعزك الله بدينه- أنت تعالج بالقرآن ، ومن باب أولى أن تبدأ بنفسك في نهيها عن غيّها ، وعلاج منطقك ولفظك وسلوكك بكلام القرآن وبخلق القرآن .
# أنت تواجه في طريقك أصنافاً متعددة من البشر والشخصيات ومن الطبائع والأعراض والأمراض ، فلا تضيع الفرصة في زيادة علمك ، وإثراء ثقافتك ، والدعوة إلى دينك ، والتحلي بلين الجانب في تعاملك مع مرضاك ، ومن يقصدك لحاجة أو رأي أو علم أو فائدة .
# المريض غالباً مايكون على شفا جرفٍ هار ، ويعيش في حالة أشبه ماتكون بالجنون وانعدام الذات ، فتعامل معه - يا أحسن الله إليك - بأريحية ، ولا تعنف ولا توبخ ولا تغلظ في نصحك ، ولا تتضجر من سماع شكواه .
# المريض مهموم تائه حائر ، لايدرك مايمر به بشكل واضح ، وقد يجد منك قولاً أو فعلاً يصرفه عن العلاج ، ويحمله على انتهاج طريقٍ أكثر وعورة وأشد خطراً ، فأحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم .
# احرص - يا بارك الله فيك - على دراسة الحالة دراسة كاملة وافية ، من الناحية الفسيولوجية والسيكولوجية ، ولا تكتفي بما يقوله المريض عن نفسه فقد لا يحسن الشكوى أو يحاول تشتيتك ، بل اسأل من معه ، وأحسن التحري عن الحالة ، ولا أقصد هنا أن تتدخل في حياة المريض الخاصة ، لكن ابذل من الأسباب ما تستطيع من الإلمام بكل جوانب الحالة .
# لاتستعجل في التشخيص ، قبل دراسة الحالة كاملة ، ولن يضيرك شيء لو كتمت ( مايغلب على ظنك ) من تشخيص ، لأنك تتعامل مع أمور غيبية ، ولا تملك الجزم بها قطعياً ، وفي هذه الحالة فإن التشخيص قد يضر المريض أكثر من أن ينفعه ..
# وإذا كتمت التشخيص عن المريض ، فلا تأتي في المقابل بإشعار أهله به ، فتزيد الطين بلة ، وهذا بصراحة تصرف أهوج أرعن ، وقد يترتب عليه مساويء كثيرة .
# ويا حبذا لو تكتفي بالإشارة إلى ضرورة مواصلة العلاج من عدمها أو ما إلى ذلك ، والحث بالحرص على العبادات القلبية والقولية والفعلية ، دون الدخول في تفاصيل مايدور بذهنك من ظنون.
# عندما تشرع في تشخيص حالة ما وعلاجها ، فواصل معها حتى النهاية ما استطعت إلى ذلك سبيلاً ، ولا تجعل علاجك مبتوراً ، فيضيع المريض وقد يحمله الأمر إلى اللجوء إلى المتفرغين من السحرة والمشعوذين ومن هم ليسوا بأهل للثقة ، بغية الوصول للنتائج السريعة في الشفاء . ( وأنا ألاحظ أن بعض الرقاة يتخلون عن علاج الحالات الصعبة أو التي تأخذ وقتاً أطول)
#عندما يسألك المريض ، احرص على إجابته إجابة وافية شافية ، ولاتدع ثغرة لدخول الوساوس إلى قلبه ، ومن هنا تظهر أهمية العلم الشرعي وتدعيم الإجابات بالدليل والنقل الصحيح الصريح من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح .
# طيّب نفس المريض ، واستجلب حسن الظن بالله إلى قلبه ، وهديء من روعه ، وخفف من حدة حيرته وقلقه ، وعزّز أهمية الإيمان بالله والرضا بقضائه في قلبه ، بشّره ولا تنفّره ، صبّره ولا تحبّطه .
# ولا تجعل العلاج في نظر المريض مقصوراً على الرقية ، أو فك السحر ، أو أخذ الأثر في علاج العين ، ولكن إلى جانب ذلك أرشده إلى اتخاذ الأسباب الحسية والمعنوية بالطرق المشروعة المباحة ، وذلك من دعاء وصلاة وقرآن وصدقة وتطبب وتغذية وترويح عن النفس وما إلى ذلك . والرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( تداووا عباد الله .....) ولم يجعل العلاج مقصوراً على الرقى والنفث ، وذكر العسل في القرآن ، والحجامة في السنة خير شاهدين على ذلك .
# لا تتفاخر بكرامة الله لك ، ولا بكثرة المترددين عليك ، ولا بعدد الحالات التي شُفيت على يدك بأمر الله ، ولا يدخل العُجب إلى نفسك فتصبح من الذين في قلوبهم مرض .
# ولا يحملك كثرة المترددين عليك من أن تتضايق منهم ، أو أن تتجاهل شكواهم ، لكن أخلص النية وستجد التسهيل من رب العالمين .
# أنت داعية إلى الله ، ومسؤول عن أرواح مرضى ، فاتق الله فيما آتاك ، وأحسن يحسن الله إليك.
واتبع السيئة الحسنة تمحها ...
وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ....
ولا تصعر خدك للناس ، ولاتمش في الأرض مرحاً ...
وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا ..
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيّ يريدون وجهه ، ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً.....
# هذا غيض من فيض ، وقد تركت الحديث عن بعض المسلمات ، ليقيني بعلمكم بها ، وأدرك تقصيري ، ولكم حق التعديل والحذف والإضافة .
منقول مع تحيات الشيخ محمد البوشى المعالج بالقران والسنه 01229045914 / 01148393369
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية